احد أصدقائي كان رومانسياً وذو حساسية مرهفة , سألني يوماً لماذا طعم الدمع مالح ؟؟ وكان الأحرى بطعمه أن يكون مراً ! قلت له إذا كان دمع عينك انحدر بسبب فرح ماذا تعتقد أنه يجب أن يكون طعمه ؟ أجابني إذا كان عن فرح فالاحرى أن يكون حلواً . فقلت وأن كان من خشية الله ؟؟؟ أيجب أن يكون حلواً , فرحاً بأن عينيك دمعت خوفاً من الله ؟ أم مراً لكون عينيك دمعت آسفاً وحزناً على حالك المقصرة ؟؟ فصمت وسرح بعيداً وسرحت أنا أيضا !! محاولاً أن أجد حكمة الله بجعل دمع العين مالحاً سرقتني النظرة إلى صديقي وهو سارح في تفكيره ونظرت إلى عينيه مباشرة ! حينها راودني استفسار , لماذا إذا أردنا النظر إلى شخص ما , نظرنا إلى عينيه مباشرة أولا . ولماذا يقال أن العين هي نافذة الروح . أن كانت نافذة فهي تفتح وتغلق , وان كانت تغلق فهي تغلق حجباً عن شيء أو خوف من عامل خارجي . حينها ذكرت قولاً لابن كثير شرح فيه سبب ملوحة البحار وقال فيه أن لولا الله ومن ثم ملوحة البحر لفسد هواء الأرض من كثر ميتة البحر فالملوحة تحفظ الميتة من التعفن فلو بطلت ملوحة البحر لكثر الميتة المتعفنة وفسد هواء البحار ومن خلال شرح ابن كثير عرفت أن الملوحة تبطل عمل البكتريا المحفزة للتعفن والفساد والملح حافظ معروف للأطعمة وضد فساد الأجساد وكان البديل عن ما نسميه الآن بالتبريد حينها عرفت لماذا جعل الله دمع العين مالحاً ففيه حفاظ لجسد العين المكشوف على العوامل الخارجية وصدق رسول الهدى حين قال ( الطهور ماءه , الحل ميتته ) وأصابنا رسول الله بعين الحقيقة دون نظريات ودون دراسات ودون استنتاجات فسبحان الله نعم سبحان الله فكل ما ذكرت مر بخاطري واجبر عيني على ذرف دمعة لم أذق طعمها لأني عرفت إن كانت حلوة فرحاً بما فكرت به فإنها غالت في قدري الضئيل وان كانت مرة حزناً على قصر نظري في آيات الله فإنها أنصفت عجزي عن المزيد من التدبر . ولكنها حتماً ستكون مالحة فسبحان الله ( وفي أنفسكم أفلا تبصرون ) اللهم ارزقنا تدبر كتابك